انتشرت في الآونة الأخيرة رسالة على الهاتف المحمول (الجوال) تتحدث عن أسباب الزلزال الذي حدث في قارة آسيا ، ونسب هذا القول إلى الدكتور زغلول النجار وكان نص الرسالة : د.زغلول النجار : سبب زلزال آسيا هو اختلال لدوران الأرض بسبب تباطئها مما يدل على أن الأرض في طريقها إلى الدوران العكسي والدخول في العلامات الكبرى وبداية لكوارث طبيعية إلى أن تشرق الشمس من مغربها . انشر واستغفر . ما رأيكم في هذه الرسالة وهل هي صحيحة ؟.
الحمد لله
ما نسب في هذه الرسالة إلى الدكتور زغلول النجار ، غير صحيح ، وقد أنكره الدكتور نفسه ، حين سئل عنه في برنامج "منبر الجزيرة : التجهيزات العربية لمواجهة الكوارث" على قناة الجزيرة الفضائية .
فأجاب : " والله أخي الكريم هذا الموضوع عارٍ عن الصحة تماما ، جملة وتفصيلا ويبدو أن هناك شياطين من شياطين الإنس يريدون أن يروجوا بعض هذه الخرافات على لساني ، لإدراكهم لمدى حب الناس لي من فضل الله وكرمه ، فيصدقون هذا الكلام .
أولا : أنا أكرر كثيرا أن الآخرة لها من السنن والقوانين ما يغير سنن الدنيا تماما .
ثانيا : أن الآخرة كما وصفها القرآن الكريم لا تأتي إلا بغتة ، يصفها ربنا تبارك وتعالى بقوله عز من قائل : ( ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إلاّ بَغْتَةً ) .
ثالثا : أن كتلة الأرض تقدر بحوالي ستة آلاف بليون مليون مليون طن ، هذا الزلزال على قوته لا يمكن أن يغير من سرعة دوران الأرض أو يبطئ منها .
بعض الناس قالوا - وهذا موجود على الإنترنت - صحيح لو كان الانفجار هذا في عكس اتجاه دوران الأرض فهو يبطئ من سرعة الدوران وإذا كان في اتجاه دوران الأرض فهو يسرع من سرعة دوران الأرض حول محورها وفي الحالين التباطؤ أو التسارع لا يتجاوز واحد على المليون من الثانية فكيف يمكن أن يقال إن هذا من العلامات الكبرى للساعة ، وأن العلامات الكبرى قد حددها رسولنا صلى الله عليه وسلم بدقة شديدة ولا مجال للاجتهاد بجوار أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " انتهى .
وقد بين الدكتور في حوارات أخرى سبب الزلزال من الناحية العلمية ، مع بيان أنه عقوبة على المعاصي والآثام .
قال الله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30 .
وقال : ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم/41 .
والله أعلم .