ما هو تفسير الآية التي في بداية سورة البقرة والتي فيها "يخادعون الله والذين آمنوا"؟ كيف يمكن لشخص أن يحاول مخادعة الله، المجيد، العلي؟
وأيضا، هل عندكم من نصيحة تقدمونها لأمريكي يرغب في تعلم الإسلام في بلدان ما وراء البحار؟.
الحمد لله
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : ( يخادعون الله والذين آمنوا ) ، أي : بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر ، ويعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك ، وأن ذلك نافعهم عنده ، وأنه يروج عليه كما يروج على بعض المؤمنين ، كما قال تعالى : ( يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) ، ولهذا قابلهم على اعتقادهم ذلك بقوله : ( وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) أي : وما يُغرّون بصنيعهم هذا ولا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون بذلك من أنفسهم ، كما قال تعالى : ( إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ) ، ومن القرّاء من قرأ : ( وما يخدعون إلا أنفسهم ) ، وكلا القراءتين ترجع إلى معنى واحد .
وننصح الأمريكي الذي يرغب في تعلم الإسلام أن يكون منصفا متجردا من الأهواء ، وأن يحذر من تشويه أعداء الإسلام للإسلام ، وأن يحرص على تعلّم الإسلام من منابعه الصافية ، فلا يأخذه عن الفرق التي تشين الإسلام ببدعها ومحدثاتها ، كالقاديانية ، والشيعة ، والصوفية وغيرهم ، فهؤلاء شوّهوا دعوة الإسلام ببدعهم فلا يُنظر لأفعالهم وأقوالهم على أنها الإسلام ، ونسأل الله له الهداية .