السؤال : قال لنا أحد الناس : إن من عباد الله الصالحين من تفنى هذه الدنيا بكلمة واحدة منه . فهل يجوز هذا القول ؟
الجواب :
الحمد لله
"هذا باطل ؛ التصرف في الكون لله وحده ، والعبد لا يملك شيئاً في ذلك ، ولو كان أصلح الصالحين ، ولو كان من الرسل ، لا يملك التصرف في الكون ولا إغناء الناس ولا إفقارهم ، بل هذا بيد الله سبحانه وتعالى ؛ وهو الذي يغني ويفقر جل وعلا ، وهو المتصرف في الأمور سبحانه ، وهو مدبر الأمر جل وعلا ، وهو الخالق لكل شيء سبحانه وتعالى : (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) يس/82 ، سبحانه وتعالى .
أما العباد وإن كانوا أصلح الناس فليس لهم التصرف في الكون ، ولا يملكون تدبير الكون .
نعم ، قد يتدارك المؤمن دعوة مباركة فتستجاب له ، فيدعو لأخيه أن يشفيه الله فيُشفى ، وقد يدعو له بالمغفرة فيغفر له ، هذا من فضل الله سبحانه وتعالى أنه قد يجيب دعوة المؤمن والمؤمنة لأخيهما ، لكن ليس لأحد من الصالحين أو غيرهم التصرف في الكون أو تدبير الكون ، هذا لله وحده سبحانه وتعالى ، وما قد يقع لبعض الصوفية أو لغيرهم من اعتقاد هذا في بعض مشايخهم وأنهم يقولون للشيء : كن فيكون ، وأنهم يديرون الأمور فهذا كله غلو ، كله إطراء زائد ، وكله كفر وضلال ، فلا يجوز هذا ، بل هذا من الكفر بالله سبحانه وتعالى" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/314) .