ابوعلام ــــــــــــ
عدد المساهمات : 211 نقاط : 638 تاريخ الميلاد : 07/04/1992 تاريخ التسجيل : 25/01/2010 العمر : 32 الموقع : aboallam29@yahoo.com المزاج : عنابى
| موضوع: هل زوجة أبي بكر الصديق وابنته أسماء من المبشرين بالجنة ؟ السبت مايو 01, 2010 7:40 pm | |
| هل زوجة أبي بكر الصديق وابنته أسماء من المبشرين بالجنة ؟ أدرك أن أبا بكر وابنته عائشة رضي الله عنهم قد بشرا بالجنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، أردت أن أعرف ما إذا كانت ابنته أسماء وأم عائشة بشرتا بالجنة أيضا ؟
الجواب : الحمد لله أولا : أما أبو بكر رضي الله عنه فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة أنه من المبشرين بالجنة ثانيا : وأما عائشة رضي الله عنها فقد ورد أيضا في الأحاديث الصحيحة أنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة . عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت : يا رسول الله ! مَن مِن أزواجك في الجنة ؟ قال : أما إنك منهن . رواه الحاكم في " المستدرك " (4/14) وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وصححه الذهبي في " التلخيص ". وقال الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (رقم/1142): " هو على شرط مسلم " انتهى. وقد قال عمار بن ياسر رضي الله عنه : (إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهَا زَوْجَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) رواه البخاري (3772) ثالثا : وأما أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ففضائلها كثيرة ، ومناقبها عظيمة ، ويكفيها أنها صاحبة اللقب الشريف : " ذات النطاقين "، حيث شقت نطاقها في قصة الهجرة خدمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق ، وهي من السابقين إلى الإسلام ، والله عز وجل يقول : ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ) الواقعة/10-11، ويقول سبحانه : (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ) الحديد/10. ولم نقف على حديث خاص في بشارتها رضي الله عنها بالجنة ، إلا ما ورد عن الزبير بن بكار أنه قال : ( وإنما سميت ذات النطاقين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تجهَّز مهاجرا ومعه أبو بكر الصديق ، أتاهما عبد الله بن أبي بكر في الغار ليلا بسفرتهما ، ولم يكن لها شناق ، فشقت لها أسماء نطاقها فشنقتها به ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : قد أبدلك الله بنطاقك هذا في نطاقين في الجنة . فقيل لها ذات النطاقين ) رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (69/6)، ونقله ابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/1782)، وابن حجر في " الإصابة " (7/487) وهذا كما ترى مرسل غير مسند ، فالزبير بن بكار توفي سنة (256هـ)، ولم يذكر عمن سمع هذا الحديث . رابعا : وأما والدة عائشة رضي الله عنها ، فكنيتها التي اشتهرت بها أم رومان ، واختلف في اسمها ، فقيل : زينب ، وقيل : دعد ، وهي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس ، كانت من السابقين الأولين إلى الإسلام . قالت عائشة رضي الله عنها : ( لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ ) رواه البخاري (رقم/3905) وأما الشهادة الخاصة لها بأنها من أهل الجنة فهذا ورد في حديث ضعيف مرسل : عن القاسم بن محمد قال : ( لما دُلِّيَت أمُّ رومان في قبرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مَن سَرَّه أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان ) رواه ابن سعد في " الطبقات الكبرى " (8/277)، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (6/3498) ، والسهمي في " تاريخ جرجان " (1/199) جميعهم : من طريق حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم بن محمد مرسلا . وقد رواه بعض تلاميذ حماد بن سلمة مسندا من حديث عائشة ، غير أن العلماء حكموا بخطإ هذا الوجه ، وأن الصواب في الحديث هو الإرسال . جاء في " العلل الواردة في الأحاديث النبوية " للدارقطني (13/360) : وسئل عن حديث القاسم ، عن عائشة ، لما دليت أم رومان في قبرها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إليها . فقال : يرويه حماد بن سلمة ، واختلف عنه : فرواه سفيان بن وكيع ، عن ابن أبي عدي ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن عائشة . وغيره يرويه ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن القاسم مرسلا ، وهو المحفوظ " انتهى . والوجه المرفوع وجدته في جزء حديث أبي الفضل الزهري ، رقم : (239) وقد روي الحديث من وجه آخر أيضا : يقول أبو نعيم رحمه الله : " رواه ابن مهدي ، عن حماد ، عن علي بن زيد ، عن القاسم ، عن أم سلمة " انتهى. " معرفة الصحابة " (6/3498) فجعله من مسند أم سلمة رضي الله عنها ، ولكن لم أقف على من خرج هذا الوجه ، ولا على تعليل أحد من العلماء له ، فالله أعلم بالصواب ، غير أن جزم الدارقطني في " العلل " بأن المحفوظ هو الإرسال ، يدل على عدم اعتبار الوجه المروي عن ابن مهدي ، وذلك أنه إن كان يعرفه فجزمه بأن المحفوظ هو الإرسال تخطئة له ، وإن كان لا يعرف الوجه المروي عن ابن مهدي فذلك دليل على غرابته إن لم نقل نكارته ، واحتمال الخطأ في مثله هو الغالب. وعلى كل حال فالسند ضعيف أيضا بسبب علي بن زيد بن جدعان . يقول الشيخ الألباني رحمه الله : " هذا إسناد ضعيف ؛ فإنه - مع إرساله - فيه ضعف علي بن زيد ؛ وهو ابن جدعان " انتهى. " السلسلة الضعيفة " (رقم/4603) وقد أرسل هذا الحديث أيضا مصعب الزبيري – راوي السيرة المعروف – كما يروي الحاكم في " المستدرك " (3/538) يراجع ترجمتها في " الإصابة " للحافظ ابن حجر (8/206) والله أعلم . | |
|