السؤال : إذا كان هناك شخص يهودي أو نصراني يؤمن بالله وأنه
لا شريك له ، ويؤمن بالرسل المرسلين من الله عليهم السلام ولكنه لا يحكم بالقرآن مع
أنه يؤمن بأنه من عند الله ولكنه يفترض أنه يجوز أن يحكم التوراة الأصلية . فهل هذا
يعتبر مسلما ؟
الجواب :
أرسلنا بهذا السؤال إلى شيخنا الشيخ عبد الرحمن البراك
فأجاب بما يلي :
الحمد لله وبعد
فإن من أصول الإيمان : الإيمان بجميع الكتب المنزلة من عند
الله والإيمان بجميع الرسل ويدخل في هذين الأصلين الإيمان بأشرف الكتب وهو القرآن
وأفضل الرسل وهو محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين ورسول الله إلى الناس
أجمعين منذ بعثه الله إلى أن تقوم الساعة فيجب على كل إنسان من جميع الأمم الإيمان
به واتباعه وتحكيم شريعته فمن ادعى الإيمان به وبالقرآن ولم يحكّمه ولم يلتزم
اتباعه في كل ما جاء به ولم يصدّقه في جميع أخباره فليس بمسلم ولا مؤمن ، وإن مات
على ذلك فهو من أصحاب الجحيم ولو ادعى أنه يؤمن بالله وحده لا شريك له ويؤمن بجميع
الرسل فإن الإيمان بالرسول وبالقرآن ليس هو مجرد التصديق من غير انقياد ولا اتباع
ولا تحكيم فإن كثيراً من المشركين كانوا مصدقين للرسول صلى الله عليه وسلم بقلوبهم
بل منهم من هو مصدق بقلبه وبلسانه مثل عمه أبي طالب ، ولم ينفعهم هذا التصديق لمّا
أصروا على عدم اتباعه ، وهكذا اليهود والنصارى كانوا يعرفونه كما يعرفون آباءهم
ومنهم من يُظهر تصديقه للرسول صلى الله عليه وسلم ، فلم تنفعهم هذه المعرفة وهذا
التصديق لما أبَوا اتباعه كانوا كفاراً وأحلّ الله له دماءهم وأموالهم فقاتلهم
الرسول صلى الله عليه وسلم فأظهره الله عليهم وأظهر دينه عل كل الأديان ، قال تعالى
: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون )
. أهـ
فالواجب على كل يهودي أو نصراني أن يدخل في دين الإسلام
الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنّ الرسالة المحمدية هي
الخاتمة والناسخة للديانات السابقة ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن
يقبل منه ) ، وفي الحديث الصحيح : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لا
يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ
يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ
النَّارِ . ) رواه مسلم 218 ، وعلى هذا فلا يصح من يهودي ولا نصراني دين حتى يؤمن
بشريعة الإسلام ويلتزم بحكم القرآن الكريم ، فالقرآن مهيمن وناسخ للكتب السابقة ،
والتوراة والإنجيل منسوخة واعتراها التحريف والتبديل . والله تعالى أعلم .