السؤال :
هل يشرع الدعاء ، عند خوف الحسد ، بـ : " ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله "
؟
الجواب :
الحمد لله
الصحيح من السنة أن يبرك الإنسان – أي يدعو بالبركة - إذا رأى ما يعجبه ،
وخاف على
صاحبه من العين .
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه
ما يعجبه
فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه
الألباني في
" الكلم الطيب " 243
. وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو
يغتسل
فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لُبِط به فأتي به النبي صلى
الله
عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً قال : مَن تتهمون به ؟ قالوا : عامر
بن
ربيعة ، قال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه
فليدع له
بالبركة ، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين
وركبتيه
وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه .
رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747.
2-
أما قول بعض الناس إذا أعجبه شيء وخاف عليه من العين " ما شاء الله لا قوة
إلا
بالله "! ، فقد رود فيه حديث رواه أبو يعلى في مسنده ، كما في المطالب
العالية
(10/348) ، وتفسير ابن كثير(5/158) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : « ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة ، من أهل أو
مال أو
ولد ، فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فيرى فيه آفة دون الموت » .
وكان
يتأول هذه الآية : ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله )
.
غير
أن الحديث المذكور ، ضعيف ، مداره على عبد الملك بن زراة ، وهو ضعيف الحديث
.
وينظر : الأسماء والصفات ، للبيهقي ، ت: عبد الله الحاشدي ، وحاشية المحقق
(1/417)
.
وذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية مثل هذا الذكر
، إذا رأى الإنسان ما يعجبه ، إما خوفا من العين والآفة عليه ، أو خوفا على
صاحب
ذلك الشيء من العجب والفخر ، وتأولوا على ذلك معنى الآية ، كما ذكر في آخر
الحديث
السابق ، أنه كان يتأول الآية .
قال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " فإذا رأى الإنسان ما يعجبه وخاف من حسد
العين فإنه
يقول: ما شاء الله تبارك الله، حتى لا يصاب المشهود بالعين، وكذلك إذا رأى
الإنسان
ما يعجبه في ماله فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ لِئَلاَّ يعجب
بنفسه وتزهو
به نفسه في هذا المال الذي أعجبه، فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله،
فقد وكل
الأمر إلى أهله تبارك وتعالى " فتاوى نور على الدرب" .
وقال أيضا : " الأحسن إذا كان الإنسان يخاف أن تصيب عينه أحداً لإعجابه به
أن يقول:
تبارك الله عليك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للرجل الذي
أصاب أخاه
بعين: ( هلا برَّكت عليه ) ، أما ما شاء الله لا قوة إلا بالله فهذه
يقولها: من
أعجبه ملكه ، كما قال صاحب الجنة لصاحبه قال: { وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ
جَنَّتَكَ
قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } [الكهف:39] وفي
الأثر: [
من رأى ما يعجبه في ماله فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يصبه في
ماله أذىً
] أو كلمة نحوها " لقاء الباب المفتوح (235/19).
وفي
فتاوى اللجنة (1/547) : " وأما العين فهي مأخوذة من عان يعين إذا أصابه
بعينه،
والعين حق، كما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «
العين حق
ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا »، وحكمها
أنها محرمة
كالسحر. وأما العلاج للعائن فإذا رأى ما يعجبه فليذكر الله وليبرك، كما جاء
في
الحديث « هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت » ، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا
بالله،
ويدعو للشخص بالبركة". وينظر أيضا : فتاوى اللجنة (1/109) .
والله أعلم .