السؤال :
أنا غير مسلمة ولكني أود أن أعرف ماذا يقول الإسلام عن :
لماذا خلق الله الإنسان ؟ هل هناك سبب معين ؟ ما معنى الوجود ؟ هل فقط
لطاعة الله ؟
الجواب :
الحمد لله
نحن
نعتقد أن الله هو خالق البشر ، وأنه الذي تفرّد بخلق جميع المخلوقات كلها
من الدواب
والطيور ، والحشرات والأسماك وغيرها من إنس أو جن ، ونعتقد أنه ما خلقهم
عبثا ، فقد
قال تعالى في القرآن : (وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين ما
خلقناهما
إلا بالحق) الأنبياء / 16 ، وأنه فَضَّل الإنسان على سائر المخلوقات فأعطاه
العقل
والسمع والبصر والفؤاد ، وأنطق منه اللسان ، وفَضَّله على غيره من
المخلوقات ، فقال
تعالى في كتابه : (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من
الطيبات
وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الإسراء / 70 . فالإنسان ميّزه الله
عن الخلق
، فلما أعطاه العقل والقلب كلّفه أن يعبده ، والإنسان يعلم مَنْ خلقه ،
فأمره الله
أن يعبده وهو ربه ومالكه ، والمالك له حق على المملوكين ، فالله خلق الخلق
من البشر
لعبادته ، ولذلك قال تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
الذاريات / 56 ،
وأنكر عليهم أن يكونوا خُلِقوا كما خُلِقت البهائم ، فقال تعالى : (
أفحسبتم أنما
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) المؤمنون / 115 ، فهذا ظن سوء . وقال
تعالى :
( أيحسب الإنسان أن يترك سُدى ) القيامة /36 أي مهملا ، لا يؤمر ولا ينهى ،
ولا
يكلف .
فلما ميّز الله البشر عن غيره من المخلوقات كان من حكمة ذلك أن أمره
بالعبادة ،
ونهاه عن المحرمات ، ووعده على الطاعة بالجنة ، وأخبره أنه سوف يعيده بعد
موته ،
وسيلقى جزاءه كاملا ، فمن صدّق بذلك كان من الأتقياء المؤمنين ، ومن كذّب
بذلك فقد
عصى الله تعالى وتعرّض للعقاب في عاجل أمره وآجله ، ولا يضرّ إلا نفسه .
والله أعلم