السؤال : لي أخ قد مات وهو مفرِّط يعمل المعاصي
والكبائر ولكنني كنت أحبّه جدا ، وقد قرأت عن عذاب القبر أشياء مخيفة جدا
فهل يستمرّ عليه العذاب في القبر ، وهل يخفّف عنه أن أعمل طاعات وأهب
ثوابها لها مثل الصّدقة أو الحجّ ، أرجو إفادتي فأنا حزينة عليه جدا.
الجواب :
أمّا مصير أخيك فأمره إلى الله إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له ولا يُمكن أن
نقطع فيه بشيء
ولكن نتكلّم عن المسألة مجرّدة :
فأما مسألة هل عذاب القبر دائم أم منقطع ؟
فقد قال ابن القيم عن هذه المسألة :
جوابها أنه نوعان :
نوع دائم سوى ما ورد في بعض الأحاديث أنه يخفف
عنهم ما بين النفختين فإذا قاموا من قبورهم قالوا { يا ويلنا من بعثنا من
مرقدنا } ويدل على دوامه قوله تعالى { النار يعرضون عليها غدوا وعشيا } .
ويدل عليه أيضا ما تقدم في حديث سمرة الذي
رواه البخاري في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فهو يفعل به ذلك إلى
يوم القيامة .
وفي حديث ابن عباس في قصة الجريدتين لعله
يخفف عنهما ما لم تيبسا فجعل التخفيف مقيدا برطوبتهما فقط .
و في حديث الربيع بن أنس عن أبي العالية عن
أبي هريرة ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت لا يُفتَّر
عنهم من ذلك شيء ، وقد تقدم .
وفي الصحيح في قصة الذي لبس بردين وجعل يمشي
يتبختر فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة .
وفي حديث البراء بن عازب في قصة الكافر ثم
يفتح له باب إلى النار فينظر إلى مقعده فيها حتى تقوم الساعة رواه الإمام
أحمد وفي بعض طرقه ثم يخرق له خرقا إلى النار فيأتيه من غمِّها و دخانها
إلى القيامة .
النوع الثاني : إلى مدة ثم ينقطع :
وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم فيعذب
بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما يعذب في النار مدة ثم يزول عنه العذاب .
وقد ينقطع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو
استغفار أو ثواب حج .. تصل إليه من بعض أقاربه أو غيرهم .. " الروح " ( ص
89 ) .
وفي كلامه الأخير إجابة عن الشقّ الثاني من
السؤال ، نسأل الله أن يتولانا برحمته ، وصلى الله على نبينا محمد .