قراءة سورة يس في الصباح والمساء ؟
السؤال : أود أن أسأل عن صحة حديث : ( من قرأ " يس " إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح ) انتهى . وعن ما ورد عن مداومة الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءتها فجراً .
الجواب :
الحمد لله
هذا الأثر المذكور في السؤال روي من قول التابعي الجليل يحيى بن أبي كثير رحمه الله أنه قال :
( من قرأ " يس " إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح . قال : وأنبأنا مَن جرَّبَ ذلك )
رواه ابن الضريس في " فضائل القرآن " (رقم/218، ص/101) قال : أخبرنا عباس بن الوليد ، ثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال ... فذكره .
ثم قال في (حديث رقم/220) : أخبرنا علي بن الحسن ، ثنا عامر بن يساف ، عن يحيى بن أبي كثير قال : من قرأ... مثل حديث عباس .
فمدار هذا الأثر على عامر بن يساف ، وقد اختلف فيه أهل الجرح والتعديل ، قال ابن عدي : منكر الحديث عن الثقات ، ومع ضعفه يكتب حديثه . وقال أبو داود : ليس به بأس ، رجل صالح . وقال العجلي : يكتب حديثه وفيه ضعف . وذكره بن حبان في الثقات . انظر " لسان الميزان " (3/224)، وقال أبو حاتم : هو صالح . " الجرح والتعديل " (6/329) وجاء في "تعجيل المنفعة " (1/207): واختلف فيه قول يحيى بن معين، فقال ابن البرقي عنه : ثقة . وقال عباس الدوري عنه : ليس بشيء . وانظر: " تهذيب التهذيب " (5/66) ورواية الدوري عن ابن معين أرجح من رواية ابن البرقي .
فتحصل من كلام الأئمة أن تفرد عامر بن يساف غير مقبول لوجود المناكير في حديثه . ولذلك قال الذهبي : له مناكير . وقال الحافظ في " تقريب التهذيب ": لين الحديث .
وبهذا يتبين ضعف روايته لهذا الأثر عن يحيى بن أبي كثير .
على أنَّه ، لو قدر صحته ، فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ولا كلام أحد من أصحابه ، وإنما هو من كلام يحيى ، وهو من صغار التابعين ، توفي سنة (132هـ) .
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله :
" العمدة في دين الله عز وجل : صحة النقل ، وثبوت العرش ، وهذا أثر منكر لا يصح " انتهى.
" أحاديث ومرويات في الميزان " (ص/75) طبعة ملتقى أهل الحديث.
كما لم نقف على حديث يدل على مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة " يس " فجراً ، وقد سبق في موقعنا بيان أن جميع الأحاديث المروية في فضل هذه السورة ضعيفة
والله أعلم .