بسم الله الرحمن
الرحيم
هل للمرأة أن تطلب الخلع من زوجها ؟ وما الأسباب التي تجيز
للمرأة أن تستخدم هذا الحق ؟
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
الخلع أمر مشروع ، وأصل مشروعيته
في الكتاب والسنة والإجماع .
ودليله من الكتاب قوله تعالى:{ وَلاَ
يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلاَّ أَن
يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا
حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ }
ومن
السنة حديث البخاري الذي رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن امرأة
ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن
قيس، ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (أتردين عليه حديقته). قالت: نعم، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (اقبل الحديقة وطلقها تطليقة).
ودليله من الإجماع
أن الأمة قد أجمعت على مشروعيته وجوازه فقد قال الإمام العيني : أجمع
العلماء على مشروعية الخلع .
ونقل القرطبي قول الإمام مالك : لم أزل
أسمع ذلك ـ أي : الخلع ـ من أهل العلم ، وهو الأمر المجمع عليه عندنا .
وعلى
هذا فقد جوّز العلماء أخذ الزوج عوضا من زوجته في مقابل خلعه لها ، وضابطه
أن يصح جعله مهرا فإن ما جاز أن يكون صداقا جاز جعله مهرا .
وإلى هذا
ذهب الحنفية والمالكية والشافعية والليث بن سعد وابن حزم .
وهناك أسباب تدعو
المرأة إلى الإقدام على طلب الخلع يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن
جبرين من علماء المملكة العربية السعودية :
إذا كرهت المرأة أخلاق
زوجها كاتصافه بالشدة والحدة وسرعة التأثر وكثرة الغضب والانتقاد لأدنى فعل
والعتاب على أدنى نقص فلها أن تطلب الخلع .
ثانياً : إذا كرهت خلقته
كعيب أو دمامة أو نقص في حواسه فلها أن تطلب الخلع .
ثالثاً : إذا كان
ناقص الدين بترك الصلاة أو التهاون بالجماعة أو الفطر في رمضان بدون عذر أو
حضور المحرمات كالزنا والسكر والسماع للأغاني والملاهي ونحوها فلها أن
تطلب الخلع .
رابعاً : إذا لم يستطع الزوج أن يلبي رغبة زوجته الجنسية
بما فيه الكفايةلها ، والزوجة تضرر من ذلك فلها أن تطلب الخلع .
والله أعلم