محمودعلى ـــــــــــــــــــــــ
عدد المساهمات : 923 نقاط : 2711 تاريخ التسجيل : 24/04/2010 الموقع : MAHMOUD_TOTO2010XB المزاج : اخر روقان
| موضوع: ثورة الشيخ سعيد بيران الثلاثاء مايو 25, 2010 3:58 am | |
| ثورة الشيخ سعيد بيران
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هدمت الخلافة الإسلامية على يد اليهودي كمال أتاتورك، وبقي أغلب المسلمين يتفرّجون، ولم يَدُرْ بخلدهم أن هدم الخلافة يعني هدم الإسلام وغيابه كلّية عن الحياة. لقد كانت مشكلة المسلمين في ذلك الزمن أنّهم لم يميّزا بين القضايا المصيرية التي يجب أن يتخذ في مواجهتها إجراء الحياة أو الموت وبين القضايا الفرعية، لذلك انشغل الخطابي في المغرب عن إعادة الخلافة واتّخذ منها موقفاً سلبياً، ولذلك أيضاً رفض سعيد النورسي مساعدة الشيخ سعيد بيران في ثورته مع أنّه صاحب نفوذ وقوة بتعلّة الاقتتال بين الإخوة. ولكن الرجل الذي أدرك حقيقة القضية وبعدها المصيري هو الشيخ سعيد بيران رحمه الله، فقد اتّخذ إجراء الحياة أو الموت إزاءها، وطبّق الحكم الشرعي فنابذ الحاكم الذي أدخل الكفر على دار الإسلام، ولم ينشغل بالمؤتمرات والخطابات بل قاتل ودفع حياته وحياة رفاقه ثمناً للحكم الشرعي. فرحم الله الشيخ سعيد بيران ورفاقه.
تمهيد في سنة 1340هـ - 1921م انسحب اليونان بعد حرب ضروس من أزمير التركية ودخلها العثمانيون. لم يكن هذا الحدث حدثاً عادياً في تاريخ الدولة الإسلامية، إذ أظهر شخصية سيكون لها الدور الأكبر في هدم الخلافة الإسلامية، ألا وهي شخصية مصطفى كمال أتاتورك (1880م – 1938م). فقد ضخّمت الدعاية الغربية بعامة، والإنجليزية بخاصة، الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به ملايين المسلمين، وتعلّقت به أمالهم لإصلاح أمر الخلافة وإعادة مهابتها، حتى إن الشاعر أحمد شوقي وصفه في قصيدة من قصائده بأنّه "خالد الترك" فجعله شبيهاً "بخالد العرب"، وهو سيف الله المسلول خالد بن الوليد (رضي الله عنه)، فقال: الله أكبرُ كم في الفتحِ من عجبِِ يا خالدَ التُّركِ جَدِّدْ خـالدَ العربِِ عاد أتاتورك بعد هذا النصر إلى أنقرة حيث كرّمه "المجلس الوطني الكبير" وخلع عليه رتبة "غازي"، واشتهر عند الناس، وغمرته برقيات الإكبار والتشريف من شتى البلاد الإسلامية، من أفغانستان والهند ومصر وغير ذلك. ثمّ بعد هذا التكريم، انتخبه "المجلس الوطني الكبير" رئيساً شرعياً للحكومة. وفي سنة 1922م أرسل أتاتورك عصمت إينونو باشا إلى إنجلترا لمفاوضة الإنجليز على الاستقلال. فقال السفير البريطاني (كرزون) لعصمت إينونو باشا عند عقد مؤتمر الصلح في نوفمبر 1922م لما طالبه بمنح الاستقلال لتركيا: "إننا لا نستطيع أن ندعكم مستقلين؛ لأنكم ستكونون حينئذ نواة يتجمع حولها المسلمون مرة أخرى، فتعود المسألة الشرقية التي عانينا منها طويلا". فما كان من أتاتورك إلا أن تعهد للإنجليز بأن يزيل مخاوفهم، وأبلغهم بالموافقة على أي شروط يضعونها كضمانات تزيل تلك المخاوف، فاشترطوا عليه في اجتماع عقد في إبريل 1923م أربعة شروط على لسان السفير البريطاني كرزون، عرفت بعد ذلك بشروط كرزون، وهي: 1 - أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام. 2 - أن تقوم بإلغاء الخلافة. 3 - أن تتعهد بالقضاء على كل حركة يمكن أن تقوم لإحياء الخلافة. 4 - أن تحل القوانين الوضعية محل الشريعة الإسلامية، وتضع لنفسها دستوراً علمانياً مدنياً بدلاً من الدستور العثماني المستمد من قواعد الإسلام.
| |
|