almohammdih منتديات المحمدية
عدد المساهمات : 922 نقاط : 2354 تاريخ التسجيل : 14/01/2010
| موضوع: 12 ساعة داخل مصنع تويوتا بجنوب إفريقيا (اكيد منقول) لمن يشك في ادااء كورولا المصرية الثلاثاء يناير 19, 2010 10:30 pm | |
| أسرار وخبايا تصنيع طراز كورولا الجديد في مصنع جنوب افريقيا رسالة جنوب افريقيا :خالد أباظة
رحلة طويلة .. بعيدة ومرهقة .. ولكنها مثيرة وإيجابية جدا .. تلك التي قمت بها الأسبوع قبل الماضي إلي دولة جنوب أفريقيا بدعوة من شركة تويوتا جنوب أفريقيا بالتنسيق مع تويوتا إيجيبت .. والتي تنقلت فيها بين عدة مدن (جنوب أفريقية ) .. كانت كلها جميلة ورائعة .. شاهدت فيها جمال الطبيعة بأفضل صورها في مدينة ( ديربن ) .. وروعة المعمار والنظام المثالي في مدينة ( كيب تاون ) .. والنظام الإنجليزي الصارم في مدينة (جوهانسبرج ) .. أما القاسم المشترك الذي وقعت عيناي عليه في مختلف مدن ومطارات جنوب أفريقيا فهو ( الجمال الأفريقي ) .. الذي ظهر جليا علي وجوه معظم الفتيات الجنوب إفريقيات .. سواء اللاتي يتحلين بالبشرة السمراء أو البيضاء .. جمال ( رباني ) رائع .. لم أراه في أي دولة إفريقية أخري زرتها خلال سنوات عمري الماضية .. وأعتقد أنه لو نجحت حكومة جنوب إفريقيا في فرض الأمن والآمان داخل شوارع مدنها المختلفة في ساعات الليل .. لتحولت هذه الدولة الجميلة لبقعة ساحرة يزورها بالتأكيد كل من يفكر في قضاء أجازة ممتعة وأياما مثيرة لا تنسي .. خارج بلده !!
الهدف الأول والأساسي من رحلتي إلي جنوب أفريقيا كان زيارة مصنع ( تويوتا ) الذي أقامته الشركة اليابانية الأم فوق الأراضي الجنوب إفريقية .. ورغم أن هذا المصنع مقام منذ أكثر من أربعون عاما ماضية .. إلا أنه دخل مؤخرا ضمن اهتماماتنا نحن المصريين لسبب هام .. وهو أننا أصبحنا نستورد من إنتاجه السيارة تويوتا كورولا بشكلها الجديد .. والكورولا بالنسبة للمصريين تمثل حالة خاصة من العشق والانبهار .. فعلي مدار الأجيال المتعاقبة من طراز كورولا .. كان هناك ارتباط من نوع خاص جدا مع هذا الجيل .. لدرجة أن بعضنا عاش ما يقرب من نصف عمره مع أجيال الكورولا المختلفة .. فلا يفكر في تغيير سيارته إلا مع طرح الجيل الجديد للكورولا .. وتدور الأيام والسنين .. وتبقي أجيال الكورولا بمثابة لحن جميل يدخل البهجة والسرور لقلوب أعداد هائلة من المصريين .. وعندما تم طرح الجيل الجديد من الكورولا في بلدنا قبل شهور قليلة .. في احتفال شديد الإبهار احتضنته أرض قلعة صلاح الدين الأيوبي العريقة .. تهافت المصريين كعادتهم علي حجز السيارة التي أعلن أنها سوف تصل أراضينا في شهر يناير الماضي .. وكان الجميع في انتظار اللحظة المرتقبة .. وساعة الصفر التي أعلنت بالفعل عن وصول الكورولا الجديدة وعبورها الحدود المصرية ليقتنيها حاجزيها وعشاقها بالمئات والآلاف ..
سيارة مصنوعة داخل أدغال إفريقيا !!
.. ووسط حالة الانبهار والترقب التي سيطرت علي المواطن والمستهلك المصري .. (قفزت إلي السطح) مخاوف وتساؤلات وعلامات استفهام .. حاول البعض إثارتها .. سواء بحسن نية .. أو سوء نية مقصود بالطبع (!!) .. كل هذه التساؤلات والمخاوف دارت في بلدنا حول قضية واحدة فقط .. وهي (منشأ السيارة) .. فقد أعلنت إدارة ( تويوتا إيجيبت) خلال الاحتفال الأسطوري الذي أقامته بمناسبة طرح السيارة بالسوق المحلي أن الكورولا الجديدة سوف يتم استيرادها من مصنع جنوب أفريقيا ! .. بعدها دوت التساؤلات وانتشرت الحيرة .. وتصاعدت حدة الاستنكار!! .. لماذا مصنع جنوب أفريقيا ؟ .. ألا يستحق المصريين الغلابة أن يركبوا سيارة يابانية مصنوعة بشكل جيد في اليابان العريقة والمتقدمة ؟! .. لماذا تعاملنا البلاد المتقدمة علي أننا شعب درجة ثالثة ودولة فقيرة ونامية ؟!.. كيف سنركب سيارة مصنوعة في أدغال وأحراش وغابات إفريقيا ؟ كم شهرا ستعيش معنا هذه السيارة قبل أن تتعطل وتتوقف وتنهار فوق شوارعنا الصعبة ؟! .. لماذا قبلت شركة تويوتا إيجيبت مثل هذه المهانة من الشركة الأم ؟ .. وهل تجرؤ شركة تويوتا اليابانية الأم أن توجه مثل هذه الطعنة إلي دول أخري قوية في العالم.. أم أنها تستهين ببلدنا الغلبانه فقط ؟! .. تساؤلات واستفسارات واتهامات .. وفئة ( مدسوسة ) أرادت أن تشعل ( نار الغيرة ) .. وحدة المنافسة في السوق .. فانهالت بطعنات الغدر والكراهية نحو اسم تويوتا .. وطراز كورولا الجديد .. والشركة اليابانية الأم التي تحولت في يوم وليلة لمنظمة تكره المصريين .. وتعمل علي إذلالهم ليقبلوا شراء سيارة مصنوعة في أدغال إفريقيا السمراء .. لا يتوافر فيها أي عنصر للسلامة أو الأمان أو الجودة !! .. أخبار اليوم في جنوب إفريقيا لكل هذه الأسباب والمواقف .. قررت أن أسافر إلي جنوب إفريقيا .. ورغم أنني أرفض منذ عدة سنوات القيام بمثل هذه السفريات الطويلة المرهقة .. وأعطي الفرصة للجيل الجديد من صحفيين أخبار اليوم المتميزين لأداء هذه المهام الصحفية .. إلا أن الحملة المنظمة علي تويوتا .. وكم الاتهامات الرهيب .. دفعني للسفر بنفسي لاستكشاف الحقائق كاملة .. ومتابعة الموقف برمته علي الطبيعة .. بدون اللجوء لأية تصريحات من المسئولين عن تويوتا في بلدنا .. أو الشركة الأم !! .. بدون الدخول في تفاصيل كثيرة استمعت لها عند وصولي لجنوب أفريقيا .. وتناولت الأوضاع الاقتصادية الحالية للبلاد .. وحجم تقدمها عاما وراء عام .. وقوة سوق السيارات ومبيعاته المتزايدة هناك .. ووضع العديد من توكيلات السيارات العالمية في جنوب إفريقيا والتي كانت عام 1995 ستة عشرة توكيلا فقط .. أصبحت الآن خمسة وثمانون توكيلا من مختلف دول وقارات العالم ! .. وكذلك نشأة مصنع تويوتا وتطوره وتاريخه .. لن أدخل في كل هذه التفاصيل حتي لا أضيع وقتكم .. ولكنني سأبدأ معكم ( القصة ) من أول خطوة لي داخل مصنع تويوتا في جنوب إفريقيا .. فتعالوا معي في هذه الجولة القصيرة ( علي الورق ) رغم إنها استغرقت مني يوما كاملا .. بلا راحة !! ..
وفد مصري علي أبواب المصنع
اقتربت سيارتي من أبواب وأسوار المصنع .. كان معي في الرحلة الطويلة وفد رسمي ( متفق عليه ) مابين الجانب الجنوب إفريقي والمصري .. برئاسة المهندس مصطفي شاهين العضو المنتدب لشركة تويوتا إيجيبت والمهندس أحمد الخادم مدير إدارة التسويق .. وأحمد الخطيب المدير المالي للشركة .. وفريق من أقوي الموزعين المعتمدين في بلدنا لأسم تويوتا العالمية .. كلهم من الأسماء الرنانة .. التي تمتلك شركات قوية .. وهم فوزي القصراوي ومحمد القصراوي وإبراهيم رزق ووائل الزهيري .. بمجرد اقترابنا من أسوار المصنع .. انتابتنا حالة من الحيرة الشديدة .. فقد ظهر جليا أن المصنع يحتل مساحة شاسعة من الأفدنة .. علي عكس العديد من المصانع التي رأيناها في دول متقدمة .. والتي لا تصل مساحتها لربع هذه (الأراضي) المترامية الأطراف .. أكثر من عشرة بوابات تحيط بأسوار المصنع .. كل بوابة منها تستحق أن تكون (البوابة الرئيسية) .. إحتار مثلنا تماما السائق الهندي الذي كان يقود الأوتوبيس الذي استقلنا .. والذي أطلقنا عليه اسم عيد ! * لم يعرف أي بوابة سيدخل فيها .. إقترب من واحدة ليسأل : ( أين صالة الاستقبال ؟! ) فجاءت الإجابة الأكثر حيرة : ( أي صالة استقبال تريدها .. فهناك 6 صالات استقبال عملاقة في المصنع وملحقاته ؟!) .. وأنقذنا احمد الخادم من الحيرة واللف والدوران .. فقام بإجراء مكالمة تليفونية مع أحد المسئولين في المصنع والذين كانوا في انتظارنا وفقا لجدول الزيارة .. والذي قام بدوره بإرشادنا الي البوابة المقصودة .. وصالة الاستقبال التي سندخل من خلالها !! .. وفد رسمي استقبلنا بترحاب شديد .. مسئولين من جنوب إفريقيا وفريق ( ياباني ) من الشركة الأم عرفنا أنهم متواجدين بشكل دائم ومستمر في مدينة ( ديربن ) الجنوب إفريقية والتي يوجد المصنع علي أراضيها .. بهدف مراقبة العمل في المصنع .. ليلا ونهارا .. ورفع تقارير مفصلة كل 3 ساعات إلي الشركة الأم باليابان وذلك عن طريق شبكة اتصال خاصة مابين مقر المصنع والمبني الرئيسي لشركة تويوتا الأم باليابان .. وبدأت الزيارة الرسمية .. التي صاحبتنا فيها كاميرات الفيديو وكاميرات التصوير .. وفريق من المسئولين عن الأقسام المختلفة في المصنع .. وكانوا ( يسلموننا ) لبعضهم البعض مع نهاية كل مرحلة من مراحل زيارة المصنع ..
المحرك من اليابان ( قطعة واحدة ) !
شاهدت في البداية أقسام التخزين التي تحتوي علي الشحنات العملاقة التي يتم استيرادها رأسا من اليابان .. مثل أجزاء هيكل السيارة التي تصل للمصنع جاهزة من اليابان .. مثل الأبواب والرفارف والسقف والشاسية وخلافة .. وكذلك محرك السيارة الذي يصل لجنوب إفريقيا ( قطعة واحدة ) .. أي أن اليابان تتولي تصنيع المحرك من الألف إلي الياء .. ويتم شحنه كاملا لجنوب أفريقيا .. بخلاف العديد من أجزاء السيارة الأخري التي يتم استيرادها من اليابان رأسا .. مرحلة تركيب هيكل السيارة .. أو الجسم الخارجي لها بالكامل .. يعتبر من أدق وأبرز مراحل تصنيع السيارة في اي مصنع .. وقد سبق وأن شاهدته بالتفصيل في مصنع كيا بكوريا منذ عدة سنوات .. ولاحظت وقتها أن 50 % من هذه المرحلة تتم يدويا بواسطة عمال مدربين .. وال 50 % الباقية تتم بواسطة إنسان ألي ( روبوت ) لضمان الجودة العالية .. ولكن في مصنع تويوتا بجنوب إفريقيا .. كانت الصدمة التكنولوجية بالنسبة لي .. فقد شاهدت ( بعيني ) عملية تركيب و (لحام) كافة أجزاء السيارة والهيكل الخارجي بأكمله .. تتم عن طريق الإنسان الآلي .. بدون أن يتدخل أي (بني أدم) من أي جنسية في العملية بأكملها !! شيء لم أتوقعه .. ولم أصدقه في البداية لذلك اصريت علي أن أكرر الجولة في هذا القسم مرة ثانية بمفردي لأتأكد من تلك الحقيقة قبل أن انشرها بعد عودتي لقراء أخبار اليوم !! فعلا .. العملية كلها آلية 100 % !! منظر الإنسان الآلي وهو يعمل بدقة رهيبة وسرعة متناهية .. بالفعل ( يفرح ) .. عشرات من الروبوتات يصطفون جنبا إلي جنب بنظام غريب ودقة لا حدود لها .. وكأنهم في طابور عرض عسكري في دولة متقدمة .. ولا يسمح لأي عسكري أن يرفع يده أو قدمه سنتيمترا واحدا زيادة أو نقصان عن زميله .. فما بالكم بالأخوة (الروبوتات) الذين لا يعرفون كلمة (خطأ) .. ولا شعار (كسل) ولا حجة (تعب) !! .. فكل إنسان آلي منهم يؤدي 550 عملية محددة له كل ساعة .. أي 16 عملية في الدقيقة .. وجميع الروبوتات موصلة بشبكة الكمبيوتر الرئيسية في المصنع والتي تراقب أي خروج عن البرنامج المحدد للعمليات بأكملها .. لضمان عدم حدوث أي خطأ مهما كان صغيرا !! .. ويتم تغيير فريق ( الروبوتات ) كل 8 ساعات لتحصل علي الصيانة الدورية الواجبة .. وهي اشبه بفترة الراحة وتناول وجبة غذائية لدي العمال من البشر !! ..
8 شهور في مدينة ( تاهارا ) اليابانية !
باقي عمليات ومراحل تجميع وتشطيب السيارة تتم بالمشاركة مع عمال ( بشر ) من جنوب إفريقيا بإشراف ياباني متقن في كل قسم .. وقد علمت أن فريق العمل بأكمله الذي يعمل داخل مصنع تويوتا بجنوب أفريقيا قضي ما يزيد عن ثمانية شهور كاملة داخل مصنع اليابان بمدينة (تاهارا) اليابانية في دورات تدريبية مكثفة .. (حفظوا) خلالها كافة التفاصيل الدقيقة بطريقة تامة .. لدرجة أن بعضهم عاد إلي مدينة (ديربن) الجنوب إفريقية وهم يعرفون اللغة اليابانية الصعبة!!.. وهناك مراقب خاص موجود في كل قسم من أقسام المصنع .. مهمته هي عمل تقرير شامل عن جودة وحالة العمل داخل قسمه .. مره واحدة كل 27 دقيقة .. يتم طبعه عن طريق الكمبيوتر .. وإرساله إلي قسم المراقبة المركزي .. والذي يتولي مهمة مراقبة كافة التقارير الواردة من الأقسام المختلفة وإصلاح أي خطأ بواسطة إعادة التقرير فورا عن طريق الكمبيوتر أيضا .. وذلك قبل أن تأتي الدقيقة رقم 30 !! .. ليتواصل العمل في دقة وتنظيم لا حدود لهما !! ..
تدريبات خلال فترات الراحة !
كذلك تابعت بعيني قسم خاص داخل أسوار المصنع .. يتلقي فيه مجموعة من العاملين بالأقسام المختلفة عمليات تدريب نظرية وعملية أثناء فترة راحتهم .. وهي عبارة عن أية أساليب حديثة ترد من الشركة الأم في اليابان وقد تساعد في تحديث وتجويد عملية التصنيع برمتها .. وعلي الفور تصدر الأوامر لمصنع جنوب إفريقيا بضرورة إتباع هذه الأساليب المبتكرة حتي لو كانت تخص قسم صغير جدا من أقسام العمل .. فيتم تجميع العاملين في فترات محددة بين ورديات العمل .. ليتلقوا هذه التعديلات والتعليمات الجديدة !!..
علي أنغام الموسيقي !
وقد لفت نظري خلال جولتي بالمصنع العديد من الأشياء التي تستحق الوصف والتسجيل والنشر .. منها أسلوب العمل داخل المصنع والذي يتم علي ( أنغام الموسيقي ) .. وهو الشيء الذي لم أشاهده من قبل في أي مصنع آسيوي أو أوروبي قمت بزيارته .. فقد وضعت إدارة المصنع مئات (السماعات) داخل كافة الأقسام .. والتي ينبعث منها موسيقي هادئة .. أضفت جوا فريدا للعمل داخل المصنع .. وبالتأكيد ساهمت في تهدئة أعصاب ألاف العاملين بالأقسام المختلفة وهي فكرة رائعة بلا شك .. كذلك حرصت إدارة المصنع علي تركيب (مراوح) كبيرة الحجم في كل جزء من أجزاء المصنع وأقسام العمل .. جنبا إلي جنب مع التكييف المركزي بالمصنع بأكمله .. حتي لا يشعر أي عامل بالتعب من جراء حرارة الجو في فصل الصيف بجنوب إفريقيا .. وفصل الصيف بالمناسبة هناك خلال شهور نوفمبر وديسمبر ويناير وأبريل ! .. كذلك لفت نظري النظافة الشديدة للمصنع بأكمله .. فهناك تعليمات صارمة بإجراء عمليات تنظيف لكافة الأقسام والأرضيات والممرات .. كل 60 دقيقة بواسطة فريق من العاملين ليس لهم أي مهمة أخري غير النظافة فقط .. لذلك تشعر وأنت تسير في جنبات المصنع بأنك داخل فندق 5 نجوم !! .. وداخل المصنع نفسه .. تم تخطيط ممرات وطرق خاصة لسير الأوناش والروافع التي توصل أجزاء السيارة لمختلف الأقسام .. وتم تحديد متر واحد لعرض هذه الممرات .. بينما تم تخصيص مساحة نصف متر بطول جميع جنبات المصنع مخصصة للمشاة من العاملين أو ضيوف المصنع .. وتم طلاء كل طريق بلون مميز .. وذلك لضمان الأمان للمشاة والأوناش .. وعدم حدوث أي عرقلة أو دربكة لسير العمل في المصنع كله وقد تم تخصيص مجموعة من العاملين الذين يرتدون قمصانا بلون فوسفوري مهمتهم تنظيم هذه العملية برمتها بدقة متناهية !
مضمار عملاق .. للاختبارات
وعلي مساحة شاسعة ملحقة بالمصنع .. تم بناء مضمار عملاق يتولي مهمة اختبار كل سيارة تخرج من علي خط الإنتاج بالمصنع .. وهو شيء أذهلني بالفعل .. حيث تعودنا في العديد من مصانع العالم أن يتم اختبار سيارة من الإنتاج الخارجي بشكل عشوائي وسط مئات السيارات المنتجة .. أما مسألة اختبار كل سيارة منتجة وبدون استثناء .. فهي جديدة علينا تماما .. وهي بالفعل عملية مرهقة ومكلفة للغاية .. ولكن المسئولين عن مصنع جنوب إفريقيا وافقوا عليها من منطلق تأكدهم وثقتهم في منتجهم .. وتشمل عملية الاختبار مختلف أجزاء السيارة .. بدءا من الشاسية الذي يتعرض لظروف قيادة مختلفة في مضمار الاختبار للتأكد من سلامته وصلاحية المساعدين والسوست .. وكذلك اختبارات الفرامل والمحرك والتسارع من خلال الانطلاق بسرعات عالية تصل الي 130 كيلو مترا في الساعة .. وصوت الهواء داخل كابينة القيادة .. وفرملة اليد .. ودرجة إتزان العجلات .. والكاسيت والسماعات .. وناقل الحركة الجديد .. ببساطة .. اختبار ( ما يخرش المية ) .. رأيناه بأعيننا في مصنع جنوب إفريقيا !. وتبلغ الطاقة الإنتاجية القصوي لمصنع تويوتا بجنوب إفريقيا 440 سيارة كورولا كل يوم .. أي سيارة واحدة كل 112 ثانية علي خمس خطوط إنتاج .. والمصنع ينتج أيضا السيارة ( هاي لوكس ) ويصدرها لعدد كبير من الدول ليس من بينها مصر حاليا .. وينتج منها 470 سيارة يوميا أي واحدة كل 99 ثانية بثلاثة طرازات مختلفة علي خمس خطوط إنتاج بالمصنع ..
مؤامرة علي 39 دولة حول العالم !!ت
وأخيرا .. إليكم المفاجأة الكبري .. فإذا كان البعض من أصحاب ( سوء النية ) قد أكدوا أن الشركة الأم باليابان تآمرت علي بلدنا الجميلة مصر وقررت أن ترسل لها الكورولا الضعيفة ( !! ) من إنتاج مصنع جنوب إفريقيا لأننا بلد نامي وشعب ثالث و ( حظنا وحش ) .. فيبدو أن هناك بلدان عديدة أخري تعرضت لنفس المؤامرة أيضا من الشركة الأم باليابان ووصل عدد هذه الدول حاليا الي 39 دولة حول العالم ! .. شعوب هذه الدول أيضا غلبانه ومسكينة ومغلوبة علي أمرها .. فقد تعاقدت أيضا علي استيراد طراز الكورولا من مصنع جنوب إفريقيا السيئ علي حد قول ضعاف النفوس هل تعلمون ما هي هذه الدول الغلبانه ؟ .. إنها إسبانيا وفرنسا والنمسا والتشيك والدانمارك وتركيا والمجر وفنلندا وبلجيكا والنرويج والسويد وهولندا وسلوفينيا واليونان وبولندا وأيرلندا !! حقا إنهم غلابة جدا مثلنا .. إنضحك عليهم رغم تقدمهم المذهل في دنيا السيارات .. وخضعوا لمؤامرات اليابان الجبارة !! ليسوا وحدهم .. ولكن الدول الأفريقية أيضا مثل المغرب وتونس ونيجيريا وكينيا وغانا والسودان وأنجولا والجابون وجزر الكاريبي .. وغيرهم .. كلهم مخدوعين في الكورولا الجديدة !! أرجوكم .. ساندوهم وساندونا في مصر .. ضد مؤامرات وخدع الشركة الأم في اليابان .. وتوكيل تويوتا في مصر !! .. حقا .. نحن شعب نحب الشائعات ونتناقلها وأحيانا نصدقها .. رغم كذبها وزيفها وحجم الإفتراء الموجود فيها.
| |
|