هل
القيء ينقض الوضوء ؟
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله،
والسلام عليكم ورحمة
:الله
وبركاته، وجزاكم الله خيرا،وبعد
فالجمهور
يرون أن القيء لا ينقض الوضوء ، ولكن الإمام أبا حنيفة يرى أن القيء ينقض
الوضوء إذا كان ملء الفم ، ولذلك فيستحب لمن قاء أن يتوضأ إذا أراد الصلاة ،
خروجا من الخلاف ، وعملا بالحديث الذي استدل به الإمام أبو حنيفة ، ولكن
لا يجب الوضوء ، لأن دليل وجوبه ضعيف.
:يقول
فضيلة الشيخ سلمان بن ناصر العلوان ـ من علماء السعودية ـ
:في ذلك
خلاف بين أهل العلم
فقال الإمام مالك رحمه الله لا وضوء عليه ولكن
ليتمضمض وليغسل فاه وهذا مذهب الإمام الشافعي ورواية عن الإمام أحمد .
وقال
أبو حنيفة بوجوب الوضوء وهذا قول الإمام أحمد في رواية لحديث ثوبان أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ . رواه أحمد والترمذي عن أبي الدرداء
.
وروى
ابن ماجة من طريق إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أصابه قيء أو رعاف أو قلس أو مذي
فلينصرف فليتوضأ ثم ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم ).
وهذا
حديث ضعيف جداً . وإسماعيل بن عياش ليس بشيء إذا روى عن غير أهل بلده .
والصحيح
في المسألة أنه لا يجب الوضوء من القيء .
وحديث ثوبان مختلف في صحته وإن صح فمحمول على الاستحباب
لأنه الأصل في الفعل المجرد ، وقد قال الإمام ابن عبد البر في الاستذكار
على حديث أبي الدرداء : وهذا حديث لا يثبت عند أهل العلم بالحديث ولا في
معناه ما يوجب حكماً . والنظر يوجب أن الوضوء المجتمع عليه لا ينتقض إلا
بسنة ثابتة لا مدفع فيها أو إجماع ممن الحجة بهم ، ولم يأمر الله تعالى
بإيجاب الوضوء من القيء ولا ثبت سنة عن رسول الله ولا اتفق الجميع عليه .
والله
أعلم