كثيراً ما تصدر عنا تصرفات لا يمكن إلا أن تندرج تحت اسم «الأخطاء» في فن الإتيكيت واللياقة الاجتماعية. إلا أنه وعلى الرغم من أننا أحياناً قد لا ندرك أنها تصرفات خاطئة، إلا أنها تؤثر سلباً على صورتنا أمام الآخرين من حولنا وعلى علاقتنا بهم. فما هي أكثر الأخطاء شيوعاً عند تعاملنا مع الآخرين من حولنا والتي يجب تجنبها قدر الإمكان؟ وما هو التصرف السليم الذي يجب تبنيه عوضاً عن هذه التصرفات المزعجة؟.
في حال كنت تتسوق مع العائلة، وشعر أحد أطفالك بالجوع بعد أن أغرته رائحة الخبز والحلوى الطازجة الخارجة للتو من الفرن أمامكم؛ فمن الطبيعي أن تتوقف وتدخل إلى هذا المخبز لتشتري شيئاً ما لطفلك ليأكله، حيث من المؤكد أنه لن يستطيع مقاومة رائحة الخبز أو الكروسان الطازجة. إلا أنه وبعد أن دخلت إلى المخبز وجدت أن هناك صفاً طويلاً إلى حد ما من الزبائن، فما الذي يمكن أن تفعله في هذه الحالة، خاصة وأنك لا تملك الوقت للوقوف لانتظار دورك، إذ عليك إكمال التسوق وشراء الكثير من الأغراض كما وفي الوقت نفسه لا يمكنك أن تهمل طفلك الجائع؟. هل يمكن أن تبرر لنفسك إهمال الصف الواقف أمامك و»تطاحش» إلى المقدمة وتعتبرها «شطارة» أم أنك ستحترم الآخرين والذين هم أيضاً يعتبر وقتهم ثميناً بالنسبة إليهم؟. في كثير من الأحيان قد نرتكب بعض الأخطاء في حسن التصرف واللياقة الاجتماعية من دون أن ندرك؛ معتقدين أننا غير مخطئين أبداً، بل وإننا على صواب وحق. وقام خبراء الإتيكيت بتحديد أكثر الأخطاء شيوعاً والتي نميل في بعض الأحيان إلى ارتكابها من دون علم بمدى تأثيرها السلبي على شخصيتنا أمام الآخرين.
عدم الرد على الدعوات التي تصلنا في كثير من الأحيان قد نتسلم دعوة لحضور مناسبة ما؛ ومهما كانت هذه المناسبة، فإنه من المؤكد أننا نعتبر أشخاصاً مهمين بالنسبة للشخص الذي دعانا، حيث إنه أحب أن نشاركه هذه المناسبة المهمة بالنسبة إليه. ولذلك، فإنه من الضروري أن نحافظ على هذه الصورة الإيجابية التي يحملها هذه الشخص عنا. وفي حال لم نود حضور هذه المناسبة، فإنه من الخطأ أن لا نخبر من دعانا بأننا لن نستطيع الحضور. وتذكر أن هذا الشخص بحاجة لمعرفة عدد الأشخاص الذين سيحضرون، حيث لا تعتبر مسألة التحضير لمناسبة ما أمراً سهلاً. كما أن عدم الاعتذار عن الحضور يعتبر فعلاً تصرفاً غير لائق ويؤثر سلباً على صورتك العامة أمام الشخص الذي وجّه لك الدعوة.
عدم احترام الصف من بين أكثر الأخطاء شيوعاً والتي يمكن أن يرتكبها الكثير من الأشخاص هي عدم احترام الوقوف في الصف الموجود أمامهم. إلا أن هذا التصرف يعتبر من بين التصرفات المزعجة، على الرغم من أن البعض قد يعتقدون أنهم على «حق» عندما لا يلتزمون بالدور المحدد. ويمكن أن يعتقد بعض الأشخاص أنهم على عجلة من أمرهم ولا يستطيعون الانتظار، حتى وإن كانت مدة انتظارهم هذه لن تأخذ أكثر من بضع دقائق؛ وبالتالي فإن لهم الحق في عدم احترام الدور. كما قد يعتقد البعض أن «المطاحشة» فن لا يتقنه إلا الأشخاص الأقوياء الذين يكون بإمكانهم فرض تصرفاتهم على غيرهم من دون أن يكون لهؤلاء القدرة على الاعتراض. إلا أن احترام الآخرين، لا يمكن أن يعتبر أبداً ضعفاً أو خضوعاً بل إنه بمثابة احترام الشخص لنفسه بالدرجة الأولى فالذي لا يحترم نفسه لا يمكن أن يحترم الآخرين.
وكما أنك تعتبر أن وقتك ثمين ولا يمكنك أن تضيعه، فإن وقت الآخرين هو أيضاً مهم بالنسبة إليهم. أما في حال لم تكن قادراً على الانتظار لمدة دقائق معدودة فبإمكانك أن تأتي في وقت لاحق سواء لشراء الخبز أو دفع فاتورة الهاتف.
التكلم عن نفسك فقط من الجميل أن نتكلم عن أنفسنا أمام الأشخاص الذين نحب؛ فنحن في النهاية نحب هؤلاء الأشخاص ونستمتع بأن يشاركونا تجاربنا وحياتنا الشخصية. وبالتالي، فإننا نميل إلى التحدث مع هؤلاء الأشخاص عن عملنا أو عن الشخص الذي نحبه أو عن أطفالنا أو حتى عن الرحلة الممتعة التي استمتعنا بها خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكما نحب أن نحدثهم عن الأشياء الإيجابية في حياتنا والتي تفرحنا، فإننا أيضاً نحب أن نحدثهم عن الأمور التي تزعجنا. ولكن وبمجرد تحدثك عن الأمور التي تخصك، فإنه من الضروري أن تستمع أيضاً إلى الشخص الذي استمع إلى حديثك. وعلى الرغم من أننا نعلم تماماً أنه من الضروري أن نستمع إلى حديث الأشخاص الذين نحب كالأصدقاء أو أفراد الأسرة إلا أنه قد تصيبنا الأنانية أحياناً من دون أن نهتم بالاستماع إلى الشخص الذي استمع إلينا مطولاً. ومن الخطأ أن لا نبدي أي اهتمام للشخص الذي أبدى لنا كل الاهتمام في الاستماع إلينا. وفي حال لم نكن نود أن نستمع فعلاً، فإنه من الأفضل أن لا نعتبر هذا الشخص ضمن فئة الأشخاص الذين يمكن أن نحدثهم عن حياتنا. فكما أننا لا نود الاستماع إليه، فإنه من الطبيعي أن لا يود هو الآخر الاستماع إلينا. إذ إنه من الخطأ أن نعتبر الآخرين وجدوا ليسمعونا فقط، من دون أن نستمع نحن إليهم.
التحدث عبر الهاتف في الأماكن العامة بصوت مرتفع على الرغم من أن الهاتف الجوال بات من أساسيات عصرنا الحالي، ولا يمكننا أبداً الاستغناء عنه، إلا أنه من الضروري أن نعرف كيف نستخدمه، بحيث لا نكون مصدر إزعاج للآخرين. إذ يمكن لبعض الأشخاص أن يتصرفوا بطرق خاطئة ومزعجة عند الاعتماد على هذه الوسيلة في الأماكن العامة. فلا أحد يود فعلاً أن يعرف آخر أخبارك وتفاصيل حياتك عندما تسردها لصديقك عبر هاتفك الجوال وأنت في السينما على سبيل المثال أو في أي مكان عام غيره. ولذلك، فإنه من الضروري أن لا تزعج الآخرين من حولك بالتحدث عبر الهاتف، خاصة في الأماكن التي يكون الهدوء فيها أمراً أساسياً كدور العبادة.
drnoura نورت المنتدى
عدد المساهمات : 2 نقاط : 2 تاريخ التسجيل : 20/01/2010
موضوع: رد: متى يكون تصرفنا مزعجاً للآخرين من حولنا؟ أخطاء «الإتيكيت» التي نرتكبها عند تعاملنا مع الآخرين الخميس فبراير 25, 2010 2:05 am
جزاك الله كل الخير وبالفعل هناك من كثيرون يتجاهلون أقل قواعد اللباقة في التعامل ولكن في النهاية يقعون في شر أعمالهم فلا يجدون حبا ولا احتراما ممن حولهم
المطاحشة» فن لا يتقنه إلا الأشخاص الأقوياء الذين يكون بإمكانهم فرض تصرفاتهم على غيرهم من دون أن يكون لهؤلاء القدرة على الاعتراض. ......... بيحصل الكلام ده كل يوم فى المواصلات العامة والا الواحد يامش هيركب او هيوصل متاخر شغله او هيقف فى قطار مثلا مش هيلاقى مكان يقعد فيه وده مفهوش صف ده ده تلاقى الناس بتزق فى بعضها للى يلحق مكان او عربية قبل الاول
موضوع: متى يكون تصرفنا مزعجاً للآخرين من حولنا؟ أخطاء «الإتيكيت» التي نرتكبها عند تعاملنا مع الآخرين 
الخميس فبراير 18, 2010 4:58 am
